ثم يقول -جلَّ شأنه-: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[الأنفال: الآية30]، يذكِّر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية المباركة نبيه -صلوات الله عليه وعلى آله-، ويبصِّرنا جميعاً نحن كأمةٍ مسلمة الذين آمنوا بهذه النعمة التي أنعم بها -جلَّ شأنه-، وبهذه الرعاية، وهذا التأييد الإلهي العجيب، في مرحلة قد كانت لربما من أخطر المراحل على مستقبل الإسلام، وعلى مسيرة الإسلام، فهي مرحلةٌ مكر فيها الذين كفروا برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، وتآمروا عليه، في مرحلةٍ كان لا يزال وضعه من حيث: الأنصار، والإمكانات، والقوة، وضعاً ضعيفاً جدًّا، يعني: لا يمتلك الإمكانات، ولا القدرات العسكرية، ولا الأنصار الذين يمكنهم أن يتصدوا للأعداء في مكرهم هذا، فهو مكرٌ في مرحلة حسَّاسة وصعبة وخطيرة جدًّا،
اقراء المزيد